تحت المطر و الشمس الحارقة مخلوق كئيب يشق طريقه خلال الادغال القاحلة لاشهر , في عمق القارة السوداء لا الوحوش و لا اكلة لحوم البشر تخيف المستكشف الجرىء الذي يتبعه مجموعة من الرجال يحملون الخرز و اجهزة الاستكشاف العلمية الحديثة هذه المجموعة تضم جلالته ملك البرتغال او على الاقل ارادته كما وردت في مرسوم ملكي و هو الاعلى من الجميع الذي تدعوه المخلوقات بالخالق و الذي يعيش صوته في الانجيل و لكن حتى لو مضت ساقيه قدما بارادة عليا ذات سيادة او الهية فان القلب العضلة الاكثر وقاحة يملي اسباب اخرى لهذه المسيرة... رجل مسكين بائس هذا العضو الغريب يحكم الملك و الابدية و هنا نكشف سر هذه المسيرة التي تجول اقاصي العالم فهو يمشي بعيدا عن الارض التي راىء فيها زوجته الحبيبة تموت و كانه يستطيع تغيير ذلك جرىء هو و لكن بدافع الياس , متحفظ و كئيب هذا الشخص الحزين يجول في الاراضي الوعرة و بغموض غير مفهوم يزوره من بعيد ما كان قلبه يرجوه و هو يرتدي و بادق التفاصيل الثوب الذي كان يحتضنها عندما عادت الى الثراء
_ يمكنك ان تهرب لا بعد ما تستطيع و لطالما اردت و لكنك لن تتمكن من الهروب من قلبك _ اذن سوف اموت _ ايها المسكين البائس
تمساح ينتظر لحظته , مغمورا في المياه العكرة . المستكشف الجرىء يعرف بانه سيلاقي حتفه في هذا النهر . رجاله يشهدون المنظر المرعب . المستكشف يودع الحياة. يحل الليل في السفانا . كما سيحل الف و واحد .و منذ ذلك الحين و مهما بدا هذا سخيفا للاشخاص العقلاء فان البعض اقسم بانه شهد هذا المنظر المخيف تمساخ حزين و كئيب مع سيدة من زمن مضى . زوج لا ينفصل يجمعهما اتفاق غامض لم يحطمه الموت
هذه مقدمة سريالية لفلم تابو او المحرم للمخرج البرتغالي ميغيل غوميز يقرا المخرج التعليق بنفسه بينما نرى قصة المستكشف بطريقة الافلام الصامتة بعد ان تنتهي القصة نكتشف بانه فلم تشاهده بيلار بطلة الجزء الاول من الفلم
بيلار امراءة في منتصف العمر متدينة و تعيش وحيدة لديها قصة حب يائسة مع صديق فنان فاشل يهديها لوحات بدون معنى لذلك نراها تبكي متاثرة بالافلام التي تشاهدها بجانب الفنان الغافل..بيلار تشعر بالقلق بشان جارتها المتقدمة في السن اورورا التي تبدو عليها علامات الخرف اورورا تشعر بالحزن لان ابنتها لا تزورها مطلقا و تعتقد بان خادمتها السوداء سانتا هي المسؤولة لانها متخصصة في السحر تطلب من بيلار ان تدعو لها لانها ارتكبت جرما كبيرا في الماضي و تعتقد بان الله لن يستمع لدعواتها , في احد الايام تقامر اورورا بكل امولها لان قردا اقنعها بالامر في الحلم بعد ان تتدهور حالتها و تدخل الى المستشفى ترسل بطلب بيلار و تطلب ان تبحث عن رجل و تعلمه بامر حالتها يدعى فينتورا رجل لم يسمعها احد تتحدث عنه سابقا تذهب بيلار و تجده في احد دور العجزة و في الطريق تعرف بان الاوان قد فات بعدها يبدا فينتورا باحبارها بعلاقته باورورا هنا يبدا الجزء الثاني من الفلم
* الفردوس * ياخذنا فيه الى افريقيا في الخمسينات قبل بداية الحرب الاستعمارية البرتغالية يخبرنا فينتورا بان اورورا كانت لديها مزرعة على اطراف جبل تابو انها جميلة و جريئة و قناصة ماهرة لم تخطا ابدا في التصويب تتزوج من رجل محترم و تبدو بانها سعيدة حتى تلتقي بفينتورا و هو مغامر رومانسي طائش معتاد على اقامة علاقات مع المتزوجات تبدا علاقتهما عندما يهرب تمساحها الصغير المهدى اليها من زوجها الى بركته و هنا تبدا علاقة الحب المحرم بينهما بالرغم من ان اورورا حامل من زوجها يدرك فينتورا بان العلاقة تضعه في موقف حرج و لكنه وقع في عرامها فعلا و تنتهي القصة بشكل ماساوي عندما تقتل اورورا صديق فينتورا المقرب بينما يقوم زوج اورورا بالتغطية على الجريمة و تلفق لحركة التحرير المحلية و يقال بان هذه كانت شرارة اندلاع الحرب المستعمرين البرتغالية
تابو فلم غريب و مختلف يتحدى فيه المخرج الانماط السينمائية هناك بساطة شديدة في السرد الجزء الثاني من الفلم يخلو تماما من الحوار لا نسمع فيه سوى صوت فينتورا الكهل و هو يروي لنا الحكاية كما نسمع اصوات اخرى مثل الموسيقى و صوت الاطلاقات النارية و لكننا لا نسمع الشخصيات تتكلم هناك ايضا طريقة التصوير و حتى نوعية الفلم المستعمل كلها توضخ بان المخرج يريد توجيه تحية للسينما الصامتة و بالاخص لفلم tabu 1931 و هو ياخذ منه الاسم و حكاية الحب المحرم و لكنه ينقل احداث القصة الى ادغال افريقيا الفلم فيه سخرية واضحة من المستعمر الابيض المنغمس في العلاقات المحرمة و نرى في مشهد ارتكاب الجريمة بعض الاطفال الافارقة و هم يراقبون بصمت هذا الصراع و نشعر بان الكثير لم يقال بعد و كان التحدث عن الامر هو ايضا محرم اورورا تخبر فينتورا في احد رسائلها بان ذاكرة العالم ابدية و لا يمكن لاحد ان يهرب منها اما التمساخ الذي يبدا و ينتهي به الفلم فربما يرمز لذنب المستعمر او ربما يرمز للزمن و الذاكرة لكنه يظل خلال الفلم الشاهد الصامت على ما يحدث
الفلم وصف بانه فلم نقاد المخرج فيه مغامر يتحدى فيه تمط السرد المعتاد لذلك من يحب الاستكشاف في السينما قد يهتم بالقاء نظرة على هذا الفلم